بحت الخدمات المصرفية عبر الإنترنت والمعاملات البنكية بدون تلامس قاعدة أساسية للحفاظ على استمرارية عمل البنوك رغم إجراءات السلامة التي فُرضت أثناء الجائحة. ومع ازدياد الاعتراف بمدى أهمية الابتكار الرقمي في الأعمال المصرفية أصبح تبسيط العمليات أكثر سهولة ويسراً في الوقت الحالي على المؤسسات المالية.

فأكثر من نصف القوى العاملة في المؤسسات المالية الرائدة مثل Bank of America و Wells Fargo و Standard Charter وشركة Nationwide insurance للتأمين تمارس عملها بصورة افتراضية وسط الجائحة. وقد فكرت بعض الهيئات في التأقلم مع هذا الوضع بشكلٍ دائمٍ، في حين اختاره البعض الآخر بصورةٍ مؤقتةٍ.

رغم خلط الكثيرين بين مصطلح التغيير ومصطلح التحوُّل الرقمي إلا أن معرفة الفرق بينهما لا زالت مهمة. فالتغيير الرقمي يؤدي إلى خلق عرقلة ظاهرية وحسب. رغم أنه يدل على بداية التحوُّل الرقمي إلا أنه ليس الهدف النهائي.

من ناحيةٍ أخرى يتجاوز التحوُّل الرقمي التكنولوجيا ويخترق هيكل المؤسسات وعملياتها وثقافتها وقواها العاملة برمتها. فهو تغيير يأتي من الداخل.

تلعب مجالس إدارات البنوك دورًا مهمًا في عملية التحوُّل الرقمي الناجح. ولأداء هذا الدور ينبغي على القادة الجمع بين الصيرفة الرقمية وبين إرث القيادة وتشجيع التعاون المفتوح والحث باستمرار على التعلم. إليكم بعض النصائح عن كيفية تحقيق ذلك.

1.  دمج إرث القيادة مع الصيرفة الرقمية

أأظهرت الدراسات أن العديد من قادة المؤسسات المالية ليسوا مثقفين في الناحية الرقمية. في الواقع فإن 25% فقط من البنوك لديها على الأقل ثلاثة أعضاء في مجالس إدارتها خبراء رقميين. نتيجةً لذلك تكثر المفاهيم الخاطئة بشأن الرقمنة والتحوُّل الرقمي.

ولتعزيز الفاعلية، لابد من تطبيق التحوُّل الرقمي في مجال الأعمال المصرفية مع أخذ الثقافة وإرث القيادة في الاعتبار. . يمكن أن يوجه هذا النهج توجهات العمل وسلوكياته التي هي أكثر فائدة في تعزيز قادة أكثر فاعلية وخبرة في مجال التكنولوجيا الرقمية.

لا ينبغي أن يؤدي تطوير استراتيجية التحوُّل للصيرفة الرقمية إلى زعزعة الثقافة وإرث القيادة لأنهما دعامة المؤسسة. كما أن استبعادهما يعني إهمال المبادئ والقيم الأساسية التي تُعرِّف مؤسستك.

فامتلاك قادة خبراء في المجال الرقمي يمكن أن يؤدي إلى إصدار قرارات تاريخية مرتبطة بالتطور الرقمي للمؤسسة المالية. وتغيير الإدارة هو أحد العوائق التقليدية لهذا التحوُّل نظراً لحتمية وجود قائد جيد. لابد من تعريف كل فرد في المؤسسة بأهداف التحوُّل الرقمي ومميزاته.

لتفادي الخلافات الحادة في أماكن العمل ينبغي معالجة التساؤلات والمخاوف قبل إجراء التغييرات. إذا كنت تخطط لدمج الذكاء الاصطناعي في عملياتك أو لاستخدام قنوات رقمية متعددة، ينبغي عليك أن تتأكد من إدراك جميع الموظفين وليس فقط أعضاء مجلس الإدارة للحاجة للتحوُّل.

فكِّر في العوائق التي تعرقل المؤسسة وضع خطةً لاستراتيجية التحوُّل الرقمي لمصرفك من هنا. لتعزيز فرص النجاح ضع في اعتبارك استعراض المزيد من الاستراتيجيات التي تساعد أيضاً على تحقيق الحوكمة الجيدة في المؤسسات المالية.

ومع ذلك يجب على أعضاء مجالس الإدارات تثقيف أنفسهم فيما يتعلق بالتوجهات الرقمية والتكنولوجيا. يمكن للمديرين حضور اجتماعات مرتبطة بذلك الأمر والتواصل مع خبراء الرقمنة. فهذا يساعدهم على اكتساب فهم شامل لأفضل استراتيجيات التعامل مع المخاطر. كما يمكنهم أيضاً تعريف المؤسسة برمتها بشكلٍ أفضل بأسباب كافة القرارات والعراقيل.

2. تشجيع التعاون

لدمج التحوُّل الرقمي بالكامل ينبغي على قادة البنوك التوقف عن اعتبار أنفسهم أذكى من في المكان. يجب عليهم معرفة كيفية تشجيع التعاون المفتوح لاسيما عند حدوث عراقيل في الإجراءات والعمليات.

يعطي الإصغاء الجيد للشكاوى والمقترحات منظوراً آخر للتفاصيل المفقودة وأوجه القصور في الاستراتيجية المحتملة. كما أن تضمين جوانب متعددة في المؤسسة يحفز الجميع على تطبيق الاستراتيجيات الجديدة بكفاءة وتبني تقنيات جديدة والمشاركة في عملية التحوُّل الرقمي

كما أن التعاون المفتوح يعني أيضاً أن القادة يسمحون ببعض الخروج عن السيطرة لتمكين عناصرهم وأن يصبحوا أكثر استقلالية. يمكن للموظفين بثقة اتخاذ قرارات سريعة تواكب التطور التكنولوجي السريع والتي قد تعيقها نظم التسلسل الهرمي.

وهذا يؤدي لخلق الشفافية والتحلي بالمسئولية وتعزيز المشاركة بين الكل. في المقابل سيساعد التعاون الموظفين على أن يكونوا أكثر انفتاحاً ومرونة للتغيير خلال عملية التحوُّل في البنك.

3. السعي للتعلم المستمر

يعتقد 70% من موظفي البنوك أن التقنية المتاحة لديهم في الوقت الحالي تعيق الرقمنة الناجحة. . مما لا يثير الدهشة أن حوالي 43% من البنوك تستخدم برامج يعود تاريخها إلى خمسينيات القرن العشرين.

التكنولوجيا تتطور بمعدل سريع، لهذا من المنطقي وحسب أن تستمر في التعلُّم لاسيما إذا ما كانت مؤسستك تريد الاستفادة من مزايا التحوُّل الرقمي في العمليات المصرفية.

لهذا يجب على القادة التعامل مع التحوُّل بعقلية المبتدئين والتخلي عن المفاهيم المسبقة لصالح التجارب والأفكار الجديدة. لأن هذا يخلق مساحة للابتكار والتطور التكنولوجي اللذان يمنحنان المؤسسة ميزة تنافسية.

كما أن التعلُّم يعني أيضاً استخدام الحماس العاطفي — الذي هو انفتاح على المخاطر والفشل. وبهذه العقلية يدركون أن التحوُّل لا يحدث بين عشيةٍ وضحاها وإنما يستغرق أشهراً وسنواتٍ من التطوير.

والحماس العاطفي يعني في نفس الوقت أن القادة يعرفون متى يتراجعون إن لم يعد مشروع أو تغيير معين مفيداً للشركة. يمكنهم إيقافه بشكلٍ موضوعيٍ والتعلُّم من الخطوات الفاشلة للانتقال بصورة أحسن نحو أعمال مصرفية أفضل.

العرقلة من المنبع

لن تحقق البنوك التحوُّل الرقمي مطلقاً إذا ما استمرت في التركيز على إجراء التغيير من الخارج للداخل. التحوُّل توجه. التكنولوجيا ليست هي ما يُحدِث التحوُّل وإنما الأشخاص لاسيما القادة.

فدون خطوات ثابتة من القيادة في أوقات التغيير ستنفذ المشروعات المحتملة بصورةٍ سيئةٍ ويُنبذ التجديد. تضمن القيادة الفاعلة تطور الثقافات وابتكار النظم وتنوُّع البشر من أجل إصلاح المؤسسة.

للاستلهام تعرَّف أكثر على الشركات التي نجحت في تحقيق تحوُّل رقمي ناجح.

يمكن للبنوك الاستفادة إلى حدٍ بعيدٍ من استخدام برامج بوابات مجالس الإدارات في تسهيل عملية التحوُّل الرقمي الناجح. مع Convene يمكن لمجالس إدارات البنوك بسهولة تعزيز التعاون الرقمي المثمر في المجال المالي. وهذا يؤدي إلى حوكمة أكثر واقعية للشركات وتعزيز عملية اتخاذ القرار وتعظيم كفاءة مجلس الإدارة.